منتدى ماجيك يرحب بكم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ماجيك


    ماهى معوماتك عن شريف باشا واحمد عرابى؟

    elham
    elham
    مشرف
    مشرف


    انثى عدد الرسائل : 139
    العمر : 35
    البلد : مصر
    الوظيفة : لا اعرف
    الديانة : مسلمة
    تاريخ التسجيل : 22/08/2007

    ماهى معوماتك عن شريف باشا واحمد عرابى؟ Empty ماهى معوماتك عن شريف باشا واحمد عرابى؟

    مُساهمة من طرف elham 22nd أغسطس 2007, 13:28

    كانت أول أعمال "شريف باشا" بعد أن شكل وزارته الجديدة أن أرسل إلى المجلس خطاباً يقرّ استمرار انعقاده، وقد رأينا من قبل كيف حاولت الوزارة السابقة أن تفض المجلس بعدما تصاعدت حدة معارضته للحكومة وللوزيرين الأجنبيين..
    دستورك.. يامصر!
    فكان من المشرف حقاً أن تبدأ الوزارة الجديدة مهامها بإعادة الاعتبار لمجلس النواب، ولم يتخذ "شريف باشا" هذا الموقف تحت ضغط اللائحة الوطنية التي أتت به إلى رئاسة الوزارة، كما لم يكن أيضاً مجرد ادعاء أجوف لمسايرة حالة "الوعي الوطني" التي كانت تعيشها مصر حينها، ولكنه كان إيماناً حقيقياً بدور مجلس النواب وبأهمية آرائه واقتراحاته التي تمثل في النهاية ما يريده الشعب، أو كما قال "شريف باشا" في خطابه: "فإن مقتضيات الأحوال مستلزمة بقاء المجلس للمذاكرة والمفاوضة معه في بعض مواد مهمة"..
    أما هذه "المواد المهمة" فلم تكن سوى أول دستور حديث للدولة المصرية!
    فقد حضر "شريف باشا" إلى مجلس النواب ومعه اللائحة الأساسية (الدستور) التي أعدتها الحكومة لكي يناقشها ويقرها المجلس، كما أعلن رئيس الوزراء أنه لن يتم إقرار الميزانية أو إصدار قانون جديد أو تعديل قانون سابق إلا بعد موافقة المجلس، وبهذا يكون مجلس النواب قد نال حقوقه التشريعية كاملة، وهكذا ناقش نواب الشعب مواد الدستور مادة مادة بحياد وشفافية تامة قبل أن يوافقوا عليه، وكان من أهم ما تضمنه هذا الدستور أنه منح أهالي السودان حق انتخاب ممثلين عنهم في مجلس النواب باعتبارهم متمتعين بكافة حقوقهم السياسية كمواطنين مصريين..
    ولم يعتمد الخديو إسماعيل هذا الدستور بصفة رسمية؛ لأن مؤامرة الدول الأوروبية عليه -والتي انتهت بخلعه كما سنرى- كانت أسرع، ويكفينا أن دستور1879 م هو الدستور الذي ارتضته الحكومة ومجلس النواب معاً، وأنه أساس الدستور الذي تم إصداره بعد ذلك سنة 1882 م في عهد الثورة العرابية..
    ولا نستطيع أن نمر مر الكرام على شخصية عجيبة مثل "شريف باشا" دون أن نتوقف في رحابه قليلاً..
    "شريف باشا".. تربية "محمد علي"!
    فالحكاية أن "شريف باشا" قد ولد في القاهرة سنة 1826 م، وكان والده "محمد شريف" أفندي هو قاضي قضاة مصر، وكان تركياً شركسياً الأصل، ومنصب قاضي القضاة بالمناسبة كان من المناصب الكبرى التي تستأثر بها الدولة العثمانية، فكانت هي التي تعيّن قاضي القضاة في ولاياتها المختلفة لمدة سنة أو سنتين ثم تنقله إلى ولاية أخرى وهكذا، وبعد أن انتهت فترة عمل "محمد شريف" أفندي في مصر عاد إلى اسطنبول ومعه ابنه الصغير "شريف" الذي لم يتجاوز عمره حينها عدة أشهر، وتمر بضع سنوات ويتم تعيين "محمد شريف" قاضياً في الحجاز فيمر في طريقه على مصر ويقابل – ومعه ابنه الصغير شريف- والي مصر العظيم "محمد علي" باشا، فيحسن الباشا استقباله، ويرى في الطفل "شريف" علامات الذكاء والنبوغ، ويتقين من أنه سيكون له شأن عظيم، فيعرض على والده أن يبقيه في مصر ويتولى "محمد علي" تربيته وتثقيفه كواحد من أبنائه، فوافق "محمد شريف" على عرض الباشا الذي كان يعد حلماً حقيقياً بمقاييس ذلك العصر، ولم تكن أي أسرة تطمح لأبنائها في شيء أفضل من هذا، فانتظم "شريف" في مدرسة الخانكة الحربية، وفور أن أتم دراسته فيها سافر ضمن البعثة الخامسة التي أرسلها "محمد علي" إلى فرنسا، وكانت تضم "الخديو إسماعيل"، و"علي مبارك".. وغيرهما، فتخصص "شريف" في الفنون الحربية، ودرس في مدرسة سان سير العريقة، وبعد أن أدى تدريبه في الجيش الفرنسي لمدة سنتين، عاد إلى مصر حاملاً رتبة يوزباشي نقيب أركان حرب ليعمل ياوراً (معاوناً) لقائد الجيش المصري "سليمان باشا الفرنساوي"، وتوطدت علاقته بسليمان باشا حتى تزوج من ابنته، وكان ثمرة هذا الزواج فتاة تزوجت بعد ذلك من "عبد الرحيم باشا صبري" لتلد الملكة "نازلي" زوجة الملك "فؤاد" وأم الملك "فاروق"..
    أي أن "سليمان باشا الفرنساوي" و"شريف باشا" هما جدا الملك "فاروق" من جهة الأم !!
    والحقيقة أننا لا نستطيع أن نوفي الكلام عن أبي الدستور "شريف باشا" ومواقفه الوطنية العديدة في مواجهة الاستعمار في مقال واحد، وسنتعرف في حلقات مقبلة على دوره العظيم في الثورة العرابية وكيف مثّل فيها الجناح المعتدل الديموقراطي الذي انهارت الثورة بأكملها عندما تخلت عنه..
    وربما لهذا كله لم يتغير اسم شارع "شريف" الذي يمتد من باب اللّوق إلى شارع 26 يوليو مع هوجة التغييرات التي طالت عشرات الأسماء المنتمية للـ"العهد البائد" والتي قامت ثورة يوليو المباركة بإلغائها وتحويلها إلى أسماء أكثر وطنية!

      الوقت/التاريخ الآن هو 19th مايو 2024, 21:07